|
الصحافة الجزائرية |
نشأة الصحافة الجزائرية و تطورها: |
عرفت عملية التأريخ للبداية الإعلامية في الجزائر اختلافا، وتباينا بين أوساط الباحثين والدارسـين، إذ تعتبـرالمعلومات المتضاربة والتواريخ المتغايرة عن الصحافة العربية الجزائرية، من المتاعب الكبرى التي تواجه الباحثين في مجال الإعلام، ولا يتفق الباحثون على تواريخ واحدة لأولى الصحف الجزائرية، و لا يتفقون حتى علـى أول صـحيفة ظهرت بالجزائر . ولكن المهم هنا هو التنويه بأن تطور الصحافة المكتوبة في الجزائر تأثر بعامل السيطرة الاستعمارية الفرنسية، لذا فإننا سنتقيد بهذا العامل عند حديثنا عن نشأة وتطور الصحافة الجزائرية من خلال تقسـيم التطـور إلـى مرحلتين، مرحلة ما قبل الاستقلال و مرحلة ما بعد الاستقلال . |
الصحافة المكتوبة في الجزائر: |
لقد شهدت الصحافة في الجزائر مضايقات عديدة من طرف المستعمر إبان الحقبة الإستعمارية، ولكن هل تغيـروضعها بعد الاستقلال؟ و ما هي أهم ميزات تطور الصحافة المكتوبة الجزائرية غداة الاستقلال؟
تمثلت مهمة الإعلام الجزائري إبان الثورة التحريرية في العمل لإسماع صوت الثورة على الصعيدين الداخلي والخارجي، من خلال نوعية المواطنين وتجنيدهم لطرد المستعمر من جهة، وإشعار الرأي العام الدولي بحقيقـة الثـورة الجزائرية وعدالتها من جهة ثانية، وبعد الاستقلال حدد الميثاق الوطني مهمة وسائل الإعلام المختلفة في العمـل علـى نشر ثقافة رفيعة كفيلة بالإستجابة للحاجات الإيديولوجية و الجمالية، مع رفع المستوى الفكري لدى المواطن و تجـدر الإشارة إلى أن الجزائر عرفت أثناء الاستعمار نظاما ليبيراليا للإعلام يمتاز بحرية الصحافة، كما يـنص علـى ذلـك القانون الفرنسي، و لم يلغ هذا النظام بعد الاستقلال، ولكنه كان يتناقص مع النظام السياسـي الجديـد للـبلاد، و لكـن السلطات الجزائرية كانت تسعى جاهدة لوضع نظام إشتراكي في الميدان الإعلامي ويعني ذلك القضاء علـى الملكيـة الخاصة لوسائل الإعلام، خصوصا الصحافة ثم وضع إطار إشتراكي تمارس هذه الوسائل نشاطها داخله، وأخيرا تحديد دور هذه الوسائل في البناء الاشتراكي، و اهذ ما سنتناوله بالتفصيل في الورقة التالية، و التي نسـتعرض مـن خلالهـا مختلف مراحل تطور الصحافة الجزائرية بعد الاستقلال. |
الصحافة في ظل الظروف الراهنة: |
في ظروف تغيرت في كل المعطيات السياسية و الاقتصادية والثقافية والإعلامية خصوصا، ليس فقط بالنسـبة للجزائر بل للعالم بأسره، ولعل أهم ما ميز هذه المرحلة هو الإصلاحات والتغيرات التي عرفتها البلاد، والتي شملت كل الميادين كتوالي الحكومات، دخول الجزائر في اقتصاد السوق، التعددية الحزبية، الأوضاع الأمنية غير المستقلة، بروزالتيارات الفكرية المتنازعة فيما بينها، كل هذا انعكس على الصحافة المكتوبة، إذ تنوعت وتعددت وظائفها وأهدافها وفي ظل كل هذه التغيرات و المناخ السياسي التعددي، برزت إلى جانب الصحافة الحكومية التابعة للقطاع العام والصـحافة الحرة، صحافة جديدة تهتم بمواضيع الإثارة والترفيه والتسلية وأخبار المشاهير، والتي أسست نوع جديد يعرف بإسـم الصفراء"صحافة الإثارة"، إذ تعد قناة خاصة يبث من خلالها أفكار وتوجهات أقل ما يقال عنها أنها بعيدة عن التوعيـة والإعلام. لكن بالرغم من كل هذا ظلت الصحافة الأخرى تواصل مشوارها و وظائفها. |
إن التطورات التي شهدتها وتشهدها الجزائر، جعلتها تمر عبر مراحل ظهرت على إثرها تغيرات و إصـلاحات سياسية، كان لها انعكاسها على باقي القطاعات، وقد جاء في خضم ملف الإصلاحات السياسية الشاملة، أعادة النظر في مجال الإعلام و المتعلق بقانون الإعلام لعام1990 ،والذي فتح مجال للممارسة للقطاع الخاص(الذي سمي بالصـحافة المستقلة)، بعدما كانت حكرا على المؤسسات العمومية، حيث أثرت بحرية الصحافة أي الحرية مـن حيـث الملكيـة، التعبير، النشر، وحق النقد بإسم الشعب. |
|